ظلّ موضوع أصل الإنسان وما يثار حوله من أفكارٍ وطروحات مادّة للحوار والجدل منذ أن طرح العالم تشارلز داروين نظرّيته حول النّشوء والارتقاء إلى وقتنا الحاضر، ولقد تكلّم العلماء كثيراً في هذا الموضوع وكانوا فيه فريقين، فريقٌ أيّد طروحات داروين حول أصل الإنسان والكائنات العضويّة عموماً، وفريقٌ آخر نفى هذه النّظريّة ودحضها بالأدلّة والبراهين العلميّة، فما هي وجهة نظر كلا الفريقين؟ وما هو الرّاجح بينهما؟.
نظريّة داروينيرى العالم داروين أنّ الكائنات العضويّة جميعها أصلها من كائنٍ بسيط مكوّن من خليّة واحدة، وأنّ الكائنات بشكلها الحالي وتكوينها الجيني ما هي إلاّ نتاج تطوّر بيولوجيّ رعته الطبيعة على امتداد ملايين السّنين، فالطّبيعة بنظره تصطفي أو تنتقي كائناتٍ معيّنه وتكسبها القدرة على تغيير جيناتها للتّكيّف مع بيئتها ومحيطها بحيث تكون قادرة على العيش والاستمرار ومواجهة التّحديات، وهذا ما حصل مع الإنسان الذي يرى داروين أنّه مرّ بتحوّل جذري من كائنٍ بسيط كالقرد غير قادرٍ على القيام بجميع مهام الحياة إلى كائنٍ متطوّر له أعضاء تمكّنه من القيام بالكثير من المهام، بينما تركت الطبيعة كما يرى داروين كائناتٍ ضعيفة لم تمكّنها من التّغيير والتّطور فكانت نهايتها الأفول والانقراض، فنظريّة داروين هي نظرية مبنيّة حقيقةً على الإلحاد وأنّ الإنسان وجد من قبل الطّبيعة و ليس من قبل خالقٍ عظيم مدبّر.
رأي معارضي نّظريّة التطوريرى الفريق الآخر المعارض لنظريّة داروين أنّ الإنسان موجودٌ قبل ملايين السّنين، وقد استند هذا الفريق إلى ما اكتشفه علماء الأحافير من مستحاثات في إثيوبيا تعود لهيكلٍ عظمي بشري، وهذا يثبت أنّ الإنسان موجودٌ قبل ملايين السّنين ولم يتطوّر في شكله وتركيبته البيولوجيّة كما قالت نظريّة داروين، وأنّ القرد ما هو إلاّ كائنٌ ومخلوقٌ وجد على وجه الأرض كما وجد غيره من الكائنات وفق بنيته وتركيبته البيولوجيّة الخاصّة التي تختلف عن بنية الإنسان وتركيبته، فالسّلالات الجينيّة وفق هذه النّظريّة تنتقل من السّلف إلى الخلف، ولا يتصوّر أن يحدث تغيير جيني إلاّ بوجود طفرات جينيّة عشوائيّة وليست مصطفاة كما تقول نظرية داروين.
القول الرّاجح في نظرية التطور من وجهة دينيّةلو أردنا أن نضع نظريّة داروين في ميزان الدّين والشّريعة لتبيّنا خطأها ومجانبتها للصّواب، فالله سبحانه وتعالى كما نؤمن خلق آدم على صورته التي خلقه عليها خلقاً متكامل الأعضاء، قادراً على العيش والتّكيف مع محيطه، ولم يحدث تغيير على خلقته إلاّ تغيير شكلي ظاهري كنقص الطّول مثلاً، كما أنّ الله تعالى خلق كائناتٍ حيّة كثيرة ومن ضمنها القرد كما خلق الإبل، والأسد، والكلب وغيرها من الحيوانات على صورتها وبنيتها البيولوجيّة التي هي عليها الآن، وكلّ ذلك يدلّ على عظمة الخالق سبحانه وقدرته وتدبيره.
المقالات المتعلقة بهل الإنسان أصله قرد